أعراس السعوديين..
عندما تزوج الخليفة العباسي المأمون من بوران بنت سهل , فرش لها السجادة عجمية وصلت مدخل القصر بمخدعها , وأمر بأن ترمى على السجادة من أولها إلى آخرها الجواهر النفسية واللآلئ النادرة ، وعند نزول بوران من موكب ولدها ، وطأت السجادة فدهشت نساء القصر عندما نادى المأمون الأميرات العباسيات قائلاً " من تلتقط جوهرة من تحت قدمي بوران فهي ملكها " بين رفض وقبول راحت الأميرات يلتقطن الجواهر ؛ لكن حمدونة أخت هارون الرشيد ، نظرت بعين ملؤها الحقد وقالت : " لن تنعمي بالمأمون يا بوران " .
ليست هذه سوى إحدى حوادث تاريخنا العربي ، التي تتحدث عن بذخ أعراسنا العربية ن وفي الخليج تحديدا راجت الأعمال التجارية ، التي استفادت من عادات الزواج فيها ، وما رافقها من مصاريف باهظة لأساسيات وكماليات تزداد مع شأن الزوج .
* العطور
قد يصل ما ينفقه العريس على العطور في ليلة زفافه إلى ما يزيد عن 20 ألف ريال لتحتد المنافسة بينه وبين أهل العروس والسبب أنهم يعتمدون على أخلاط لا تتواجد في أماكن أخرى من العالم العربي ، تخصصت بها محلات مختلفة وسعرتها بمقياس يسمى التولة ، ويساوي 12 مليجراماً من العطر ، ففي المحلات للعطر يصل من الخلطات فقد يصل بين 5 آلاف الى 14000 الف ريال ، تبعاً للمكونات ، والمثير للعجب ، أن اهتمام الخليجيات والسعوديات يتجاوز العطر لينصب على العبوات ، التي تقدر أسعارها بشكل منفصل ، فهي في أغلبها كريستالية مذهبة ، تجمع في صندوق يصل سعره في بعض الحالات فارغاً إلى 25000 الف ريال كما أن ترضى الدخول لمخدعها إذا لم تستخدم " الحماة ط عطر الفراش الباهظ الثمن . أما البخور الذي يزين أعراسهم فيصل سعر الكيلو جرام الواحد من أحد أنواعه وهو " الهندي " إلى 120 ألف ريال ويليه الكمبودي بـ 50 ألف ريال للكيلو جرام الواحد ن وقد يبلغ استهلاك العرس الواحد من البخور أربعة كيلو جرامات.
* الفستان
العروس قد تخصص نصف مهرها لتتفنن بفستان العرس والذي يبدأ باختيار القماش ويُقدر سعر الياردة الفاخرة منه بألفي ريال وقد تحتاج إلى حوالي ثماني عشر ياردة لتلتفت بعدها إلى التصميم المحكوم باعتبارات اجتماعية وتتبعه الكماليات من تطريز وترصيع ترفع ثمن الفستان في بعض الحيان إلى 15 ألفا وما فوق وقد تطلب العروس من المصممين بعض الإكسسوارات التي يقولون إنهم يصممونها لها خصيصاً خارج البلاد كالقفازات والحذاء وغيره مع أن من يدخل مشاغلهم يلحظ فناناً فلبينياً أو هندياً يصنع هذه الكماليات بسعر رخيص . إحدى المصممات أخبرتنا أن عروساً أحضرت له كمية من اللؤلؤ الخالص مع خيطان من الذهب لتحيكها فيه فوصلت تكلفة الفستان إلى سعر خيالي فيما أحضرت إحداهن قطعة نادرة من الماس لتزين بها صدر الفستان ، الذي أصبح تقدير ثمنه شيئاً يعلو على الخيال ، ولا يقتصر الأمر على فستان العروس فبعضهن يطلبن ثمانية فساتين مشابهة لترتديها الفتيات الصغيرات ، اللواتي يحطن بها ، وتصل أحياناً إلى تكلفة قريبة من الأصل ، وتخيط العروس فستانين آخرين أحدهما تقليدي للحنّة وآخر أوروبي النكهة للصباحية ، ويندرجان تحت قائمة التكاليف الباهظة .
* الحفلة
أغلب العائلات تحيي أعراسها لمعازيم الرجال في خيام فخمة وهم يفضلونها على الفنادق لإمكانية نصبها أمام منزل العروس وهذه الخيمة ليس فيها من الخيم القديمة المتعارف عليها سوى الاسم وتستوعب بين 500 على ألف مدعو ، وقد تُطلب معها خدمات تتعلق بالضيافة كما يمكن أن تتبعها خيم للطبخ وتتراوح أن تكلفة الخيمة الليلة الواحدة تزيد عن 50 ألف ريال ز
بينما تفضل النساء إقامة الزفاف في قاعات وصالات الفنادق أو قاعات الأفراح ولم تعد إقامة فرح العروس في أسطح منزل العروس كما كان متبعا قديما أو قبل خمسة عشر عاماً إلا ما ندر ...
مصاريف العروس تجميل العروس ومكياجها هما الأساسيان لظهورها في الصالة وبما أنها ليل مميزة فيُعاب التعامل مع الصالونات قليلة الشهرة أو خبيرات التجميل غير مشهود لهن ، بمعرفة الذوق الخليجي مهما بلغة التكلفة فإحداهن أجلت موعد عرسها لأن خبيرة التجميل التي تثق بها خارج البلاد وتجميلها على يد واحدة من هؤلاء لا يقل عن 4 آلاف ريال ويتضاعف المبلغ إذا انتقلت الخبيرة إلى منزل العروس.
بطاقات الأفراح تتميز بالفخامة التي لابد أن تتلاءم مع ما ذكر ؛ وبطاقة الفرح هذه قد يُرفقها أهل العروس بزجاجة عطر ترفع من قيمتها وربما تكون مذهبة .
لن نتحدث عن الواجبات التي تقدم فالخير كثير والحمد لله ؛ لكن ما يرمي منه أكبر من ذلك الخير ، فقد طهي احدهم في ليلة واحدة ألف خروف وتبدأ الكلفة حسب قول صاحب مطعم شعبي بعشرين ألف وتنتهي عند رغبة أهل العريس بإكرام ضيوفهم ، وهي غير محددة .
* توابع
عبر لي أحد أصحاب محلات الأحذية عن فرحه عندما يرى عريساً سيدخل محله لأنه عادة يأتي مع أهله وأصدقاءه ولا يكتفي بزوج أو زوجين من الأحذية لتصل فاتورته النهاية إلى 10 ألف ريال وهو مبلغ جيد لتجارة من هذا النوع أما أكثر المهن استفادة فهي محلات الصاغة ، خصوصاً بعد أن حل الماس مكان الذهب في اختيار السعوديات لهدايا عرسهن فالعائلات المتوسطة الحال تشتري ثلاثة أطقم ماسية ، اثنين منها بسعر مرتفع ، وعند الانتقاء قد تجاوز بعض العرائس المبلغ المتفق علية مع العريس ، أما عن الأسعار فتبدأ من مائتي ألف ريال وما فوق ، عدا عن خاتم الزواج الذي لا يقل سعره عن 300 ألف ريال وقد درجت هذه الأيام مهنة بائعات المجوهرات المتنقلات ، اللواتي يبعن المجوهرات لأعراس النخبة في قصورهم فلا تقل صفقاتهن بحال من الأحوال عن المليون ريال وبعض العائلات تعمد لطلب واجهة زجاجية تعرض فيها مجوهرات العروس المشتراة والمهداة في ليلة زفافها تأكيداً للوجاهة والثراء .